الخلطة الديكتاتورية

TT

* تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «الدكتور مرسي مثل الدكتور الأسد»، المنشور بتاريخ 22 أغسطس (آب) الحالي، أقول: يا للأسف، هذه هي الخلطة الكاملة المقادير، فقد استخدم بعضهم مجزرة الغوطة منديلا يمسحون به الدموع على رابعة. خلط عجيب وغريب في زمن كل شيء فيه مكشوف ولم يرف لهم جفن، سقوط «الإخوان» في مصر كشف الأقنعة عن القدرة العجيبة والغريبة لزيف الشعارات التي جملوا بها صورهم، ساووا بين الديكتاتورية بوجهها القبيح وبين شهوة الكرسي، ولم نرَ هذه الفزعة لضحايا الاتحادية يوم هجم «الإخوان» أو أتباعهم على معتصمي الاتحادية وخلعوا الخيمة وسفكوا الدماء، تقول لهم هذا ديكتاتور يسرح ويمرح بين الدماء والكل يتفرج، يقفز منهم واحد فيقول «كلنا رابعة»، تقول لهم أطفئوا فتنة مصر، يقولون بل هو ظلم وليس شهوة الكرسي. في الفتن يتساوى الحليم مع الجاهل، ولكن هكذا هي الدنيا، لكي تطوي صفحة لا بد لك أن تكتوي بآلامها وأفراحها، والجرح لا يبرأ إلا بعد تنظيفه، وقديما كنا نحسب الفتنة في الأرض لنكتشف أن وقودها في الفضاء ويذهب ضحيتها البسطاء.

خالد منور - فرنسا gaa - [email protected]