* تعقيبا على مقال عطاء الله مهاجراني «مصدق لا يزال على قيد الحياة!»، المنشور بتاريخ 26 أغسطس (آب) الحالي، أقول: ليس غريبا أن يفضل الإنجليز والأميركان زعماء العصابات والبلطجية على غيرهم من المثقفين والمتنورين، فالجهة الأولى لا تفكر في معاني الوطنية والتنمية والقرار المستقل ولا يهمها حجم التطور المطلوب أو تعزيز الثقة بالأمة، كل تلك الأمور لا تفكر فيها أو تقترب منها لأنها بالأصل فاقدة لها، همها الوحيد هو الانفراد بالسلطة وجني ما تستطيعه من أموال ومنافع وهيمنة، منطقها كعصابات يتمحور على هذه الشاكلة وهذا بالضبط ما تريده أميركا وبريطانيا من عملائها، وبالتالي ستكون السيطرة على هؤلاء أيسر من غيرهم، أما الراحل مصدق فكان غير ذلك، إنه رجل يبحث عن مكان تحت الشمس لإيران، كان يفكر في استقلال حقيقي غير مرتهن لنفوذ القوى الكبرى، كان يفكر كزعيم قومي أن يكون لبلده قرار مرتكز على مصالح الإيرانيين وتطلعاتهم لا على مصالح الغرب ومنافعه.
نجيب حمزاوي - فرنسا [email protected]