التحكم في قيادة ليبيا

TT

* تعقيبا على مقال بكر عويضة «محاكمة سيف القذافي.. اختبار وفرصة»، المنشور بتاريخ 19 سبتمبر (أيلول) الحالي، أقول: أي حديث عن محاكم وعدالة في دولة منهارة تنعدم فيها أبسط مظاهر الأمن والسيادة مثل ليبيا الراهنة سيكون تحصيل حاصل سيهدر أول ما يهدر حقوق الليبيين في معرفة ما حدث خلال تلك العقود الطويلة والمظلمة والاستبداد وحكم القذافي، الذي يتشابه في كل عناوينه الرئيسة مع زمن النازية. ومن حق العالم وضحايا آخرين من غير الليبيين أن يعرفوا أيضا الحقيقة، وخذوا العبرة من تجربة محاكم نورمبرغ من حيث الاحترافية والدقة والتنظيم والقصاص العادل الذي حافظ حتى على كرامة النازيين لآخر لحظة. الحديث عن عدالة في ليبيا الراهنة سيكون وصمة عار لثورة الشعب الليبي التي اختطفها المهووسون. الشعب الليبي شعب له تاريخ ناصع وعريق، فلا تورطوه في مثل هذه الدراما ومحاكم التفتيش التي سيتحكم فيها المتأسلمون من أدعياء الدين من على بعد، عبر إرهاب الـ«ريموت كنترول» من الذين اعتقلوا السلطة الشرعية الراهنة، ومنعوها من ممارسة حقها المشروع.

محمد فضل علي - كندا [email protected]