ثورة الشعب السوداني

TT

تعقيبا على خبر «الاحتجاجات تشل الحياة في الخرطوم.. والحزب الحاكم يهدد بإنزال (شبابه) لمواجهة المتظاهرين»، المنشور بتاريخ 26 سبتمبر (أيلول) الحالي، أقول: إذا ذهب الحزب الحاكم في السودان في هذا الاتجاه ودعا أنصاره للتصدي للجماهير الثائرة في شوارع وطرقات المدن السودانية فقد تسيل المزيد من الدماء ولكنهم سيكتبون لأنفسهم سوء خاتمة غير مسبوقة في تاريخ السودان المعاصر، إذا خرجوا على النص وسيفتحون على أنفسهم أبوابا من الجحيم والذل والمهانة وظروفهم لا تشبه الثورات السودانية السابقة في أكتوبر (تشرين أول) 1964 وأبريل (نيسان) 1985 بعدما عبرت قضية السودان الحدود لأول مرة في تاريخه وأصبح بندا ثابتا في ردهات المحاكم والمنظمات الدولية، وإذا سقط المزيد من الضحايا سيتدخل المجتمع الدولي تدخلات لن يكون لها حدود ولا يستطيع الناس التكهن بمداها ووسائلها وطرقها التي ستسلكها في التعامل مع مستجدات الأمور في السودان. نتمنى ألا تسلك الحكومة السودانية طرق التصعيد وأن تعترف بثورة الشعب وأن تفاوض ممثلي الأمة في كيفية الخروج من الأزمة السياسية الخطيرة التي لا تتحمل غير الدخول في ترتيبات لقيام حكومة قومية انتقالية واضحة المعالم والصلاحيات بطريقة تنزع فتيل الانفجار.

محمد فضل علي - كندا [email protected]