حلم العودة

TT

* تعقيبا على مقال مشاري الذايدي «القمر ع الباب!»، المنشور بتاريخ 28 سبتمبر (أيلول) الحالي، أقول: تاريخ مصر مر بتجربة مثل تلك التي مرت بها جماعة الإخوان ورئيسها مرسي، ففي عام 1914 وفور قيام الحرب العالمية الأولى جرى عزل الخديوي عباس حلمي الذي قضى 22 عاماً في الحكم محبوباً من المصريين تحديداً من القوى الوطنية حيث تعاون مع الزعيم مصطفى كامل وسائر الوطنيين في بداية حكمه، لكن فيما بعد خذلهم وساير أموره مع المندوب السامي البريطاني وسلم للبريطانيين ما يريدون، لذا لم يحزن عليه المصريون حين طرد من العرش وجرى تنصيب عمه السلطان حسين كامل، ثم فرضت الحماية البريطانية على مصر، لذلك راح عباس حلمي يجوب بعض العواصم الأوروبية مهيجا إياها على عمه السلطان حسين كامل وكان يرسل بالأموال إلى الداخل ليؤلب البعض ضد السلطان ويهتفوا لعباس حتى سرى هتاف في بعض الموالد يقول «الله حي عباس جي» وفي فبراير 1942 أعلنت مصر جمهورية وتتخلص البلاد نهائياً من حكم أسرة محمد علي كل هذا، ومازال عباس حلمي يحلم ويصرخ وبعد رأي اقتنع بأنه يبحث عن الوهم وأن الشرعية التي يتحدث عنها مجرد شبح، فنسى الأمر وتوفي بعد ثلاثين عاماً من محاولة العودة.

محمد شاكر محمد صالح - السعودية [email protected]