إنقاذ الاقتصاد العربي

TT

* تعقيبا على مقال عادل درويش «الوزير والعمدة في سوق الصين العظيم»، المنشور بتاريخ 19 أكتوبر (تشرين أول) الحالي، أقول: ليست الأمور في مصر أو في بلدان العالم الثالث بهذه السلاسة، لو عدت قليلا إلى الوراء وتذكرت ما فعله كيدار بالاقتصاد الروسي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، واستخدامه أسلوب الصدمة أي تحويل الاقتصاد بين عشية وضحاها من اقتصاد مسيطر عليه من قبل الدولة، إلى اقتصاد يدار من قبل القطاع الخاص وكانت الكارثة وأشرفت روسيا على الانهيار، والسبب بسيط وهو أن المجتمع الروسي حينها لم يكن مهيأ لدخول مثل هذه التجربة، ولم يكن هناك طبقة من رجال الأعمال تساهم في الإدارة الجيدة للاقتصاد، ورأينا الأوليكارشية الروسية وهي تمارس النهب المنظم لكل ثروات روسيا، وبين ليلة وضحاها أصبح المليارديرية الروس ينافسون أقرانهم في الغرب، أتفق مع المقال حول ضرورة الاستثمار وفتح الفرص أمام تدفق رؤوس الأموال، ولكن ليس من خلال إحداث صدمة بتسريح الآلاف ودفعهم للشوارع بحجة الاستثمار والخصخصة، فكما تكلمت عن التجربة الصينية وهي بالفعل رائدة في هذا المضمار ونتائجها مذهلة وهي ببساطة التحول التدريجي من ملكيات المرافق الحكومية تدريجيا إلى القطاع الخاص، وبنفس الوقت إبقاء نسبة منها بيد الدولة كي تبقى بصيص أمل للمتخوفين.

جواد الصالح - أميركا [email protected]