مأساة الثورة السورية

TT

* تعقيبا على مقال باسم الجسر «تشييع الربيع العربي في سوريا»، المنشور بتاريخ 19 أكتوبر (تشرين أول) الحالي، أقول: إن لكل ثورة أخطاءها فلا تخرج أية ثورة من هذه القاعدة، ففي البداية اعتبرنا أن غياب الرموز في الثورات العربية هو ميزة ايجابية تفتح طريقاً واسعا لبناء النظام الديمقراطي، وتقفل السبل كافة أمام كل من يريد أن يدعي بأن مصير الثورة ونجاحها مرهون بوجوده، لكن سلسلة من الأحداث المتلاحقة قد كشفت أن كل ثورة تحتاج إلى نخبة يقر الشعب بشرعيتها الثورية، المعارضة الثورية ممثلة بالائتلاف الوطني قد انشغلت بأمور جانبية وتنازع أعضاؤها على مناصب وهمية، فضلا على توزيع ولاءاتهم، مما أعطى مهلة ووفر مجالا للنظام ليستعيد دوره ولو بشكل ضعيف على المستوى الدولي، إن إقرار الدول المنفذة بضرورة انعقاد مؤتمر جنيف 2، دليل على أن الغرب لا يراهن على المعارضة السورية لسقوط النظام، في وقت قد تفهم بأن روسيا لا تترك النظام السوري، وأن دور إيران لا يمكن تجاهله في المنطقة، لذلك فإن جمع الأطراف المؤثرة على طاولة واحدة ربما سيحدد منفذا للخروج من متاهة الدم والاقتتال في سوريا، الآن لا بد أن يدرك المعارضون السوريون أن الشعب السوري لا يستطيع أن يتحمل المزيد ولا ينتظر صراعهم العبثي على مناصب كرتونية.

كه يلان محمد - العراق [email protected]