قيمة رسام اللوحة

TT

* تعقيبا على مقال إنعام كجه جي «بيكاسو عميل أميركي؟»، المنشور بتاريخ 20 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أقول: منذ سنوات زرت بيت بيكاسو في «ملقا»، الذي حوله الإسبان إلى متحف حميم، يحتضن ما تبقى من لوحاته، فوجدته فقيرا! كنت وأنا ذاهب إليه أُمنّي النفس بأني سأدلف إلى كنز لا بيت أعرف قدر وقامة صاحبه؛ لوحات قليلة صغيرة وفقيرة الألوان، لم تبهجني ولم أفهم أغلبها. يبدو أن بيكاسو الساحر كان فقيرا، يعيش من بيع لوحاته، وهذا الذي لم يتمكن من بيعه رأيته أنا في بيته! أعز ما أملك لوحات تشكيلية غنية بالأفكار والخيال والألوان لثلاث رسامين عراقيين، لكنني، في ولعي باللوحات، لست بالرومانسية التجريدية، التي استغرقت فيها الكاتبة حتى ذابت في الألوان. وأكثر الفنون ثراءً في العراق الفن التشكيلي، لا أعرف سر هذا الأمر، ولدينا عمالقة منه وفيه، قبل ثلاث سنوات زارني أحدهم في النرويج يحمل معه لفافات ضخمة من لوحاته، ينوي إقامة معرض ولم يوفق. استيقظ في صباح واستدرك أنه، البارحة بعد منتصف الليل، باعني 24 لوحة بثمن (أخوي)! فسألني: قل لي بربك كيف بعتك كل هذا العدد من اللوحات بهذا السعر ليلتها؟ كان مرتاحا حد الثمالة، فانتهزت الفرصة بكل خبث! لوحاته ها هي أمامي على جدراني، ولا أعرف إلى اليوم أين صديقي.

منذر عبد الرحمن - النرويج [email protected]