عروس البحر

TT

* تعقيبا على مقال سمير عطا الله «ماذا تفعل بهم؟.. ترسلهم إلى الإسكندرية؟»، المنشور بتاريخ 3 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول: الإسكندرية لا ينقصها أحد، الإسكندرية كاملة العدد، وزيادة الإسكندرية التي تحدث عنها المقال كانت في الخمسينات من القرن الماضي، وقت أن كانت تُوصف بحق بأنها عروس البحر الأبيض المتوسط، وقت كان المرء يسير في منطقة الرمل حيث الفيللات والعمارات ذات الفن المعماري الجميل والجنائن الملحقة بالعمارات، حيث الورود الجميلة ورائحة الفل والياسمين والورد البلدي تفوح من حولك، وقت أن كان كل شيء نظيفا في الإسكندرية، وكانت الشوارع تُغسل كل مساء لتصبح في أبهى صورة، وقت أن كانت الجاليات الأجنبية المختلفة تعيش بين سكانها، وقت أن كنت لا تسمع إلا العبارات المهذبة التي يتبادلها أهل الإسكندرية، وقت أن كان كل شيء يسير بمواعيد محددة، وكل شيء منضبطا، وقت كنت ترى الأمن والأمان في كل شوارعها، فقد كانت مضرب الأمثال في النظافة والنظام والهدوء. أما اليوم، فلو ذهبت إلى الإسكندرية لرأيت شيئا مختلفا تماما عن إسكندرية الخمسينات وأوائل الستينات، ستجدها مكتظة بالسكان بصورة رهيبة لا تجد فيها موضعا لقدم، بسبب السيارات ووسائل المواصلات الأخرى. وبالجملة ستجد فوضى وعدم نظام بكل أسف.

فؤاد محمد - مصر [email protected]