مصر.. ومرحلة النقاهة

TT

* تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «الهزيمة الأولى للنظام المصري الجديد»، المنشور بتاريخ 4 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول: إلى الآن لم يتبلور في مصر نظام حقيقي حتى نحاسبه، يمكن ذلك بعد إتمام الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، أما هؤلاء الكبار بحق فقد وقفوا في صف الشعب وتحملوا عنه مسؤولية جسيمة، ولو سقطوا في منتصف الطريق لفسدت الأمور، فالإخوان إذا قدروا بطشوا، كما نراهم في السودان وغزة، باسم يوسف لم يتصد للإخوان إلا بعدما ملكوا زمام الحكم ثم أوغلوا في طغيانهم، فجاء نقده وقتها تعبيرا عن غضب الشعب، ولذلك نجح برنامجه، أما اليوم فهو يجرح مشاعر الشعب الذي تصدى له وليس النظام الذي يتحسس الخطى لينجو بمصر وسط طوابير المتآمرين في الداخل والخارج. مصر تمر بمرحلة انتقالية حرجة كأنما تسير على حبل وأقل هزة له قد تكون عواقبها وخيمة، باسم يوسف قد يسعى إلى تحقيق نجاح إعلامي، ولكنه في سبيل ذلك قد يتسبب لمصر في انتكاسة مرضية وهي لم تبرأ بعد من مرضها الأول «مرض الإخوان». لماذا نحسن الظن دائما بكل من يمارس نقدا ضد النظام ونسيئه إذا تعرض الناقد لنقد مضاد؟ المصريون هم من تصدوا لباسم يوسف، لأن مصر عندهم أغلى من ألف باسم، حتى إن بعضهم اتهمه بأنه يعمل لحساب أميركا وصديقه جون ستيوارت! هذا أم ننتظر كارثة أخرى مثل كارثة البرادعي؟

أكرم الكاتب - فرنسا [email protected]