أوباما والخطوط الحمراء

TT

* تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «عندما يخاف أوباما من إيران!»، المنشور بتاريخ 14 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول: الإدارة الأميركية بقيادة باراك أوباما أعلنت مرارا أنها ستمد يديها للمسؤولين في إيران وحزب «الإخوان المسلمين». المعروف أن الخطوط العريضة للسياسة الخارجية لأميركا لا يحددها الرئيس الأميركي، لكن بإمكانه تأخير أو الإسراع بتنفيذها، لقد قررت أميركا ومعها الغرب قلب ميزان القوى فيما يعرف بـ«الشرق الأوسط الجديد» بحيث يكون لإيران المعادية للعرب حصة الأسد فيها، أما «الإخوان» فلهم الحصة في الدول التي يصعب على إيران السيطرة عليها في الوقت الحاضر، وتسليم العراق كان أول خطوة في هذا الاتجاه، ثم يليه لبنان والبحرين واليمن، أما بالنسبة لسوريا فهي في رأيي مستعمرة إيرانية منذ عقود، لهذا نجد هذا التخاذل الدولي إزاء جرائم بشار الأسد الذي هز ضمير كل إنسان شريف على الكرة الأرضية عدا إدارة أوباما والغرب المنادي كذبا وجورا بالدفاع عن حقوق الإنسان وحماية الشعوب من بطش أنظمته التعسفية. تغلبت المصالح على المذبحة القائمة في سوريا، والسبب كون النظام السوري من أحد أهم أعوان إيران في المنطقة وأن سلامة هذا النظام هي الخط الأحمر الحقيقي وليس الخطوط الحمراء لأوباما. لقد كشفت الثورة السورية بشاعة وفظاعة النظام الدولي بحق الشعوب.

صلاح الدين - هولندا [email protected]