كيف التصالح مع «الإخوان»؟

TT

* تعقيبا على مقال عبد الله بن بجاد العتيبي «مصر: مستقبل الدولة و(الجماعة)»، المنشور بتاريخ 17 نوفمبر (تشرين ثاني) الحالي، أقول: لب المشكلة بين الدولة المصرية وجماعة الإخوان يكمن في فكر الجماعة ومنهجها الإقصائي الرافض للتعايش مع باقي المصريين من خارجها، فهو يفرض على المنتمين لها بيعة كبرى لمرشدهم، ولا يجوزونها للحاكم إلا في حالة واحدة أن يكون منتميا للجماعة مثل حالة الدكتور مرسي، إنهـــا جماعة لا تعترف بنظم الدولة ولا بقوانينهــــا ولا مؤسساتها، إلا أن تكون هي الحاكمة لها، ومن أجل ذلك نراها في صدام شديد مع الأزهر، باعتباره إحدى مؤسسات الدولة التي تملك حق الفتوى الشرعية الدينية، وقد حاولوا مبكرا الالتفاف حوله بإنشاء الاتحاد العــــالمي لعلماء المسلمين، إنها تنظر للحكام فـــــي مصر من منظور التكفير وإن لم تصرح بذلك، ومن يتأمل أدبياتها في علاقتها بالحكام وأشهرها كتاب «معالم على الطريق» لسيد قطب يجد لغة التكفير واضحة جلية، وتحت تلك اللغة نشأت الجماعات التكفيرية التي خرجت من تحت عباءتها مثل جماعة التكفير والهجرة والجهـــــاد والجماعة الإسلامية، تلك الجماعات التي استحلت دماء المصريين وقتلت من قتلت في أحداث عام 1981، ولا تزال اغتيالاتهم مستمرة على أشدها في سيناء، أي حوار ممكن مع جماعة كهذه؟

أكرم الكاتب - فرنسا [email protected]