خطاب يخالف الأفعال

TT

* تعقيبا على مقال محمد جواد ظريف «جيراننا أولويتنا»، المنشور بتاريخ 21 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول: ما أسهل التنظير في كيفية بناء العلاقات الإقليمية على مبادئ السلام والمصالح المشتركة، وما أصعب التطبيق على تجار الكلام وأصحاب الأطماع. ما تحتاجه إيران اليوم ليس إلقاء المواعظ بل اتخاذ خطوات عملية لإظهار نواياها الحسنة إزاء جيرانها. لو قلنا إن إيران مستعدة لتسوية نزاعها مع الإمارات على الجزر العربية الثلاث عبر التفاوض أو التحكيم لقلنا إن هناك توجها جديدا في طهران، ولو أعلن أحدهم أن بلاده لن تتدخل في الشؤون الداخلية للبحرين وستوقف استخدامها للطائفية سلاحا ضد جيرانها لبعث ذلك فينا الأمل، لكنها تبيع لنا شعارات عن إخراج القوى الأجنبية من الخليج العربي، وتتفاوض مع الأميركيين لتقاسم النفوذ في الخليج العربي، وتعطينا مثالا من قرار مجلس الأمن 598 وهو لم يطبقه إلا بعد أن هزم جيشها أمام جيش العراق وأصبح القرار ملاذهم من هزيمة منكرة. لقد ملّ العرب بل العالم أجمع خطاباتهم التي لا تتطابق مع أفعالهم.

طه سعيد - النمسا [email protected]