خطاب مشوش

TT

* تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «كيري والإخوان اللصوص»، المنشور بتاريخ 23 نوفمبر (تشرين ثاني) الحالي، أقول: المطلع على توجهات وتصرفات ساسة أميركا لا يستغربون تصريح كيري بل يعدونه عاديا، فدائما ما يكون هناك الشيء وضده في سياسة أميركا، والأقوى هو الذي يفرض رأيه، هكذا هي أميركا «أم الديمقراطية!»، كما يحب أن يصفها المحبون لها، أميركا بكل حجمها ليس فيها غير حزبين الأقوى فيهما يتولى الحكم، ومع ذلك لا يفرض أجندته حتى الرئيس نفسه لا يجرؤ على ذلك، فهناك أكثر من لوبي في «المجلسين» وخارجهما داخل أميركا وخارجها، الرئيس ومندوبته والحزب الجمهوري كلهم يرون أن ما حدث في مصر انقلابا وبنسب متفاوتة بعضهم يدافع عن رأيه حتى لو اقتضى الأمر إلى اتخاذ قرارات ضد مصلحة أميركا نفسها، وبعضهم يرى الانتظار لمعرفة حتى تظهر نتائج الحراك في مصر، أما مصر والدول الخليجية المؤيدة لها كان لهم رأي آخر، حيث لم تنتظر مصر اللحظة التي تخطط لها أميركا لكي تركع مصر فطرقت أبواب روسيا، واستقبلت أكبر وزيرين فيها الدفاع والخارجية، أما السعودية والإمارات والكويت فلم يرضوا لمصر الركوع واستجداء العم سام، فأيدت مصر بالمال وبغيره تقديرا منهم لدور مصر، فكان تصريح كيري وهاغل الذي لا نستغربه لكي يمسكا رمانة الميزان من وسطها كالعادة.

أحمد وصفي الأشرفي - أميركا [email protected]