اتفاق المصالح في سوريا

TT

* تعقيبا على مقال طارق الحميد «الاتفاق الإيراني أخطر من 11 / 9»، المنشور بتاريخ 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول: على المدى القريب هذا الاتفاق يؤهل إيران لدخول تصفيات الدوري السوري في جنيف كشرطي للمنطقة لكي تحقق أهدافها التي تتطلع إليها في أي تسوية قادمة للأزمة السورية، وهذا الهدف أشد أهدافها إلحاحا في الوقت الحالي نظرا لأنه يمس مباشرة سلامة كمينها المتقدم الذي أقامته في لبنان ويهدده بالفناء، ونحن على مشارف «جنيف 2» نرى كيف أنها بدأت تتدخل تدخلا سافرا مكثفا في القتال الدائر في سوريا ومعها حزب الله وشيعة العراق الموالون لها، فبينما بنود الاتفاق كلها مطاطة تفسح المجال للوقت وللتلاعب، فالأحداث في سوريا تتلاحق بسرعة والوقت يساوي أنفسا وأرضا وهيمنة سياسية ومذهبية، فهي تغازل بما يحتمل المغازلة به، وهو هنا ورقة النووي لحين الانتهاء مما لا يحتمل مثل ذلك وهو الأزمة السورية، وحين الانتهاء من الأزمة السورية على الوجه الذي يلبي أطماعها في المنطقة فستنكث بكل ما قطعته على نفسها في الاتفاق، هذا لو سلمنا بأن ثمة خلافات حقيقية بينها وبين الغرب بقيادة الولايات المتحدة، وبتحديد أكثر بينها وبين إسرائيل التي أجهزت من قبل على النووي العراقي ثم السوري بينما تغاضت عن الإيراني لأنه في رأيي ورقة للعب.

أكرم الكاتب - فرنسا [email protected]