مراحل التحول

TT

تعقيبا على مقال بكر عويضة «الشعب يريد عودة النظام»، المنشور بتاريخ 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: صحيح أن كل حركة ثورية ترافقها الأحلام بحجم الكون وتصورات هائلة، ولولا وجود مثل هذه الأحلام بغد أفضل والنظرة التفاؤلية بمرحلة ما بعد إنجاز الثورة لمهمتها لن يتحمل الثوار قهر السلطة مع أول اصطدام معها، لكن كما يقال فإن أصعب يوم هو اليوم الذي يلي سقوط النظام، ففي هذه اللحظة تنفصل الكتل البشرية الكبيرة كل فرد يحاول أن يستظل بمظلة حزبه وتتحول الآمال الكبيرة بتحقيق العدالة والمساواة إلى أطماح فئوية وحزبية للوصول إلى السلطة. في لحظة الثورة تكتسي الآمال والأهداف لون جموع الشعب، فلا يمكن أن نفرق بين أطياف معينة في هذا الموج الهادر، غير أن حسابات مرحلة ما بعد سقوط النظام تختلف عن حسابات اللحظة الثورية، لكن رغم كل ما تمر به المنطقة من الأهوال والمخاضات العسيرة لا يصح أن نقول بأن وقوف عجلة التاريخ أفضل من لحظة حركتها. علينا ألا نحسب مدة الربيع العربي مثلما نحسب مدة فصل الربيع؛ لأن حساب التحولات التاريخية الكبرى تختلف عن حساب السنوات والفصول، فربما تستغرق مرحلة التحولات العظيمة حقبا وسنوات، لذلك من المبكر إعلان انتهاء ربيع الشعوب.

كه يلان محمد - العراق [email protected]