الاحتياج لمانديلا

TT

* تعقيبا على مقال هاشم صالح «مانديلا العربي لن يظهر غدا!»، المنشور بتاريخ 13 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: قدم مانديلا نموذجا جميلا للتسامح فنال إعجاب وتقدير العالم وأضاف بمواقفه الشجاعة والجريئة صفحات مضيئة إلى سجل الإنسانية، وهو يناضل من أجل رفع الظلم عن شعبه الذي كان يرزح تحت نير الاضطهاد والعنصرية، وقضى 27 سنة من عمره في السجن، ولكن عندما غادر زنزانته تسامى على كل الحقد والبغض ولم يفكر في توسيع مساحة المعتقل لخصومه، إنما حاول تحرير شعبه وخصومه من سجن التعصب وإنقاذ الجانبين من دوران في دائرة الانتقام المهلك، لأنه قد أدرك برؤيته الاستشرافية أن العنف لا يعالج بمزيد من العنف. فعلا نحن في بلداننا أحوج ما نكون إلى رجل بقامة مانديلا ويمتلك عقلا مستنيرا مثله، لا يفكر في القضاء على خصومه، بل يبحث عن تلك المساحات التي تتسع لكل الأطراف ويرسي مبادئ مفهوم التعايش بين مكونات الشعب، لكن مع الأسف ما نشهده أمامنا هو محاولة تفتيت الأوطان وفقا للانتماءات الدينية والإثنية، فالساسة في بلداننا لا بد أن يتعلموا من مانديلا أن الإنسان المخلص يستطيع أن يخدم وطنه والإنسانية أينما كان موقعه؛ فمانديلا حتى بعد أن ترك السلطة ظل وسيظل رمزا لوحدة الشعب وتكاتفه. السلطة لا تجعل الإنسان كبيرا، إنما العظماء هم شرف للمناصب التي يشتغلونها.

كه يلان محمد - العراق [email protected]