مواجهة إردوغان

TT

* تعقيبا على مقال حمد الماجد «السلطان إردوغان ومحنة غولن»، المنشور بتاريخ 29 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أقول: ما بصمات إردوغان وحزبه التي تقول: إنه حول تركيا من العلمانية إلى الإسلام؟ الدستور وإردوغان نفسه يقول: إنه علماني، ونظام الحكم ديمقراطي غربي، أي أن الدولة ملتزمة بما يقره البرلمان التركي ولو عارض التشريع الإسلامي، ولذلك بعد تلك السنوات من حكمه لم يتغير من جوهر الحياة في تركيا ما يدل على أنها تحولت إلى دولة إسلامية، فهناك نظم في الدولة تتعامل بالربا وتبحث عن الرخاء الاقتصادي بأي ثمن، وكل هدفها دخول «جنة» أوروبا، لا كما قال تورغوت أوزال بأن مستقبل تركيا في الشرق الإسلامي. ومن دون أن تتزحزح إسرائيل قيد أنملة عن مواقفها المتعنتة من القضية الفلسطينية نراه يتقارب معها وتحولت قضية القتلى الأتراك على ظهر السفينة مرمرة إلى مجرد ديات تدفعها إسرائيل لذويهم، وتغافل عن السبب الذي من أجله ضحى هؤلاء بأنفسهم. ثم تقاربه الأخير مع إيران التي لم تدع ركنا من أركان البيت العربي إلا وحاولت خلخلته؛ من العراق في الشرق إلى المغرب غربا ومن اليمن جنوبا إلى سوريا ولبنان شمالا.. يتقارب معها ولا تزال يداها تقطر من دماء السوريين. نحن أمام شعارات جوفاء لا يستحق صاحبها التمكين الذي وعد به الله عباده المؤمنين، وسقوطه ليس ببعيد.

أكرم الكاتب - فرنسا [email protected]