الانقضاض على الحكم

TT

* بعد قراءتي مقال طارق الحميد «تونس.. و(المرشد) الفقيه!»، المنشور بتاريخ 19 يناير (كانون الثاني) الحالي، أود أن أقول إن الحكومات الجديدة في المنطقة بعد الثورات التي حملت أو كانت تحمل صفة الإسلامية وصلت إلى الحكم تحت عباءة دينية وباسم الإسلام وانتخبها الناس ظنا أنها أفضل الموجودين، ولكن خابت آمال الجماهير مع تسلم هذه الجماعات مقاليد الحكم عندما برهنت على عدم قدرتها على الخروج عن طوع الجماعة واختصرت الدولة والمجتمع في جماعتها وفكرها وسوء إدارتها للدولة وعدم احترام العملية الديمقراطية عندما اتبعت نفس أسلوب الأنظمة السابقة في وضع المقربين منها في سدة الحكم وعدم وجود رؤية سياسية أو اقتصادية أو عسكرية لديها وصبت معظم تفكيرها على كيفية تقوية مركز جماعتها وسلطتها ووضعت في ذهنها الاستيلاء على كل شيء بعيدا عن وضع الخطط الاستراتيجية لمجاراة الواقع الجديد مع الثورات وخصوصا عندما دخل التنافس في إصدار الفتاوى الدينية والانزلاق إلى حافة التطرف عندما يتعلق الأمر بمركز الجماعات الإسلامية، فيما سار أنصارهم في الاستماتة لتحصين قادتهم ضد النقد وإن كانوا يتظاهرون بمظهر سعة الصدر والصبر والتحمل والتصدق، ولكن عندما انقضوا على الحكم أصبحوا يحذرون ويهددون ويستخدمون العنف مع المعارضة ويختارون ما يناسبهم من الدين الإسلامي والفتاوى والتفاسير التي على مقاسهم أو كل ما يخدم توجهاتهم وشعاراتهم.

مروان سليمان - فرنسا [email protected]