التجسس الأميركي

TT

فيما يتعلق بخبر (وزير الخارجية الأميركي: علاقاتنا مع ألمانيا تمر بـ«فترة عاصفة» بسبب التجسس)، المنشور بتاريخ 1 فبراير (شباط) الحالي، أرى أن تكشف قضية التجسس الأميركية على الهاتف الجوال لسيدة ألمانيا الأولى ميركل أن العمل التجسسي الأميركي هو من الثوابت التي تقوم عليها سياسات البيت الأبيض على الجميع من دون استثناء، فليس هناك عدو وصديق الكل مشمولون بإجراءات وكالة المخابرات الأميركية، وما هذا الكلام عن علاقات إستراتيجية ومصالح مشتركة التي يدعيها العم سام سوى ذر الرماد في العيون، لإظهار أميركا على أنها صديقة الشعوب وحامية لمصالحها، هذا جانب، وجانب آخر لو أردنا إسقاط هذه العملية التجسسية الفاضحة على مجمل علاقات البيت الأبيض مع غيره من الدول، لوجدنا أن الغاية الأساسية من أي علاقة هو إيجاد موطئ قدم لسلسلة من العمليات التجسسية التي تصب فقط لخدمة ومصالح الولايات المتحدة وليس غيرها، وعليه فإذا كانت ألمانيا وهي صاحبة السيادة والاستقلال والتطور التكنولوجي والاقتصادي والتأثير السياسي تخترق، فما بال اتباع المالكي في العراق ومن صفقوا للاحتلال الاميركي ومن هم داخل المنطقة الخضراء والذين يعتقدون بأنهم بمأمن عن أي اختراق، وما بال البرنامج النووي الايراني وتحركات الجيش السوري وتهديدات حسن نصر الله وغيرها من الفعاليات المضحكة التي تخرج علينا يوميا.

د. نمير نجيب - أميركا [email protected]