مآسي العراق

TT

أود أن أقول بخصوص مقال خالد القشطيني «حذار من هذا المستنقع»، المنشور بتاريخ 9 فبراير (شباط) الحالي، إن أسوأ عامين مرّا على العراق هما عام 1958 وعام 1979، ففي الأولى أسقط العسكر حكومة مدنية متحضرة ففتحوا باباً لعدم الاستقرار لا يزال يتسع كل يوم، وفي الثانية ظهر الخميني زعيما قويا لإيران بعد ثورة شعبية والذي بدلا من أن يبدأ بتلبية أهداف الشعب التي كانت بمجملها اقتصادية، فقد قدم نفسه على أنه زعيم ديني ثوري، وأعلن أنه ينوي تصدير ثورته إلى الخارج، وبدأ باستفزاز العراق ففتح المجال للتطرف المقابل المتمثل بطموح صدام ليكون زعيما قوميا هو الآخر للعرب وهكذا. ولقلة الخبرة السياسية وضياع الروح الوطنية لدى كل منهما عملا على اشتعال حرب طاحنة ظالمة دمرت الشعبين وجعلت جو الطائفية وعدم الثقة يغطي المنطقة بأسرها، وكل ما حدث بعدها كان تحصيل حاصل. واليوم لا يزال العراق في رأيي يعاني من آثار تلك الحرب، حيث استغل المالكي وأتباعه الفرصة، فاستطاعوا الوصول إلى قمة السلطة، ولأنهم يفتقرون لأي خبرة سياسية، فقد عملوا على تحويل العراق إلى أكثر دول العالم فسادا، وهنا بدأت مصيبة جديدة، وهي أن بقاء المالكي على رأس السلطة أصبح بالنسبة له ولأطراف خارجية مهمة قضية حياة أو موت، لأن إزاحته كفيلة بكشف ملفات فساد هائلة ستطيح معه حتما برؤوس كثيرة.

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]