إحباط

TT

* أود أن أعلق على مقال علي سالم «الكحل أو الرحيل»، المنشور بتاريخ 10 مارس (آذار) الحالي، بالقول إنه للأسف قاعدة «اللي عاجبه الكحل يتكحل، واللي مش عاجبه يرحل» أصبحت حقيقة قاسية في مصر خاصة بعد ثورة 25 يناير، حيث اختلفت الحياة في مصر اختلافا تاما عما كانت عليه من قبل هذه الثورة، وطفقت على السطح سيئات كثيرة جدا جعلت العين تدمع دما وحسرة وألما من كثرة ما تراه، من هذه السيئات على سبيل المثال لا الحصر أن نشاهد منذ يومين على شاشات التلفاز شابا يلطم أمه بسبب أنها رفضت إيواء زملائه من الجماعات الإرهابية في منزلها، ومناظر الباعة الجائلين الذين احتلوا وسط القاهرة بطريقة فيها همجية وبلطجة مما سبب قبحا شديدا في مدينة كانت من ضمن أجمل مدن العالم في الأربعينات والخمسينات، كذلك مناظر الحرق والتخريب والتدمير المتعمد للمؤسسات التعليمية في الجامعات المصرية، وكأن هؤلاء الشباب ليسوا بمصريين وبلدهم ليست بمصر، إضافة إلى القتل المفاجئ والمباغت لأفراد الأمن سواء كانوا شرطة أم جيشا، والفرقة والتفرق الذي أصاب كثيرا من البيوت المصرية على أساس الدين، وهذه أول مرة تحدث في تاريخ مصر أن تصل الفرقة بين أفراد الأسرة الواحدة بسبب الاعتقاد الديني الخاطئ والغريب عن تعاليم الإسلام السمحة، لكن الرحيل ليس حلا، إنما تحتاج مصر إلى مجهود كل شخص فيها.

محمد شاكر محمد صالح - السعودية [email protected]