غياب

بشأن خبر «نيجيرفان بارزاني في تركيا اليوم للقاء إردوغان وداود أوغلو»، المنشور بتاريخ 15 مارس (آذار) الحالي، من وجهة نظري أن غياب السيد طالباني المفاجئ من المسرح السياسي قد أنتج من دون شك أوضاعا تختلف عن سابقاتها أثناء وجوده بين ظهرانينا، لدى ربط هذه الحالة النتائجية بالاستنتاج المنطقي والعقلاني، استنادا إلى طول فترة علاجه ونقاهته والظروف المحيطة بذلك العلاج، يمكن القول إن فعالية دوره المرتقب في حالة إعادة انخراطه بالعملية السياسية مجددا ستكون أضعف بكثير مما كانت عليه سابقا. وتبقى مشكلات العراق التي لا تُعد ولا تحصى أصلا عالقة إن لم تتعقد وتتزايد أكثر، هناك من جنى ويجني ثمار هذا الغياب بنشاط لافت للنظر، بغية ترتيب بيته على أحسن ما يرام وعلى حساب البقية الباقية من الشركاء، في ظل ظروف مواتية لا مثيل لها، حيث الانسحاب العسكري الأجنبي ومن ثم الدعم الأميركي لطيف سياسي دون غيره، وافتقاد الدولة لرئيسها الدستوري وتشتيت المعارضة، انطلاقا من تلك الأوضاع السائدة، تصعب حتى احتمالية اختيار بديل لطالباني يلائم الجميع.

عباس شريف زنكنة - العراق [email protected]