مسببات

TT

بخصوص مقال عبد الرحمن الراشد «محاكمة نجم التحريض»، المنشور بتاريخ 11 مايو (أيار) الحالي، أود أن أوضح أن أهم وسيلة للقضاء على الإرهاب هو علاج مسبباته ودوافعه، فأول بواعث هذا الفكر المتطرف هو ذلك الركام المتنامي من الظلم والجور في حق المسلمين، وعجزهم عن رد تلك المظالم واسترداد حقوقهم المغصوبة، بدءا من احتلال فلسطين وتشريد شعبها وقيام دولة إسرائيل التي إلى الآن يدعمها الغرب في تنفيذ مخططاتها التوسعية. الغرب يعلم حقيقة فعله، ولكنه يتهرب من مسؤوليته ومن أخطائه، فالغرب يغزل لدعاة وخطباء الإرهاب ما ينسجون منه خطابهم التحريضي المضلل، ويعالج اليوم فعله بفعل أكبر، فبعد أن أوجده بتوفير بواعثه ومبرراته ألقى به داخل بلادنا وليس العكس، بل إنه لا يعده في بلادنا إرهابا، فهل هناك اليوم إرهاب إلا في بلادنا؟ لمواجهة الإرهاب لا بد من طرق جميع الأبواب دون استثناء، وأولها تفنيد بواعثه وتلك مسؤولية المجتمع الدولي، والحل الأمني العسكري لازم للتعامل مع من يفجر ويحتل المدن ويهدد بهدم السدود وإغراق الشعوب، والحل الفكري ضرورة لمواجهة خطابه المحرض. صحيح أن للعلماء وخطباء المساجد الدور الأكبر في ذلك، ولكن للإعلام دوره أيضا، وكذلك المدارس والجامعات، حتى الساسة وكل من على صلة بالمجتمع ويستطيع التأثير فيه.

أكرم الكاتب - فرنسا [email protected]