تخريب

حول خبر «البغداديون يتهمون حكام البلاد بتخريب مدينتهم»، المنشور بتاريخ 18 مايو (أيار) الحالي، أود أن أوضح أن خراب شارع الرشيد والسعدون وغيرهما من المعالم التاريخية والحضارية في بغداد وغيرها من المناطق العراقية هو بالتأكيد جزء من مخطط تدمير العراق والقضاء على هويته، فبالنسبة لشارع الرشيد فإن اسم الشارع على اسم الخليفة هارون الرشيد أحد خلفاء الدولة العباسية، وهذا الاسم بطبيعته لا يروق للمالكي وحكومته لأسباب طائفية كما هو الحال بالنسبة لتمثال أبو جعفر المنصور الذي كانت هناك محاولة لتدميره قبل سنوات ولنفس الأسباب كما يبدو، أما فيما يتعلق بالعشوائيات فحدثوا ولا حرج؛ هجوم كاسح ومنظم جرى من قبل سكنة الجنوب تحديدا بعد الغزو الأميركي للعراق، ولا يظن البعض بأن هذا الغزو كان دون توجيه بل إنه كان منذ ذلك الوقت بتوجيه من قادة الأحزاب الشيعية لاستباحة الأراضي ودور المواطنين وأخذها بالقوة عن طريق الترهيب وإحلالهم بدلا عنها وفقا لأساليب تزوير بالوثائق لم يشهدها تاريخ العراق. أرى أن إحلال سكنة الجنوب للسكن في العشوائيات جرى بشكل متعمد لغرض ترحيل سكنة بغداد الأصليين والعائلات الكريمة والمعروفة القاطنة في أغلب المناطق منذ مئات السنين، ويأتي المالكي الآن لتمليك تلك العشوائيات دون أي رادع لتابعيه الموالين لإيران.

د. نمير نجيب - فرنسا [email protected]