رسالة

TT

بعد قراءتي مقال خالد القشطيني «الإيقاع سحر اللغة العربية»، المنشور بتاريخ 30 مايو (أيار) الماضي، أود أن أقول: بعد تخرجي في الجامعة كان عليّ أن أؤدي الخدمة العسكرية الإلزامية جنديا مكلفا، ونسبت إلى ربية في شمال العراق، وكنت الوحيد الذي يجيد القراءة والكتابة، فالجميع أميون، وقد جاءوا من قرى محافظة واسط، لذلك كان عليّ أن أقرأ لهم الرسائل الواردة وأكتب الرد عليها، ولم أكن متثاقلا بل الصعوبة كانت في فهم ما يكتبه مراسلوهم الذين لم يكونوا مثقفين، وحتى الذين كانوا يجيدون القراء والكتابة منهم كانوا يستعينون في ذلك الوقت بكتاب يعلم الناس البسطاء كيف يكتبون رسالة، ومبوب حسب الموضوع، ويبدو أن أحد أصدقاء رفاقي قد استعان به وكتب رسالة عندما قرأتها لم أتمالك نفسي من الضحك، ولأني قوي الذاكرة، فما زلت أتذكر نصها حتى اليوم، وكان «حضرة الأخ الوفي والدر الصفي مهجة القلب ونور العين وروح الفؤاد الدر المكنون والذهب المخزون والأخ العزيز الذي لا يهون خلف ابن العم حسون، أسأل الله أن يحفظك ويرعاك، ويديمك ذخرا لرعاياك، وتقر بهم عيونك، ويخزي ويذل من يعادونك، ومن نعيم العيش يحرمونك، أدعو الله عليهم بالذل الشامل والانهيار الكامل وأدعو لك ولمن يحبونك عزا كبيرا وخيرا كثيرا ونوما قريرا، هذا وأرجو أن لا تقطع المراسلة فهي نصف المواجهة، سلامي ودعائي لقارئ رسالتي وكاتب جوابها والسلام ختام».

مازن الشيخ - ألمانيا [email protected]