تهديد

TT

فيما يتعلق بخبر «المالكي يشكل مديرية لتجنيد (جيش رديف) وسط مخاوف من الإخلال بالتوازن الوطني»، المنشور بتاريخ 16 يونيو (حزيران) الحالي، أرى أن عمليات استعراض القوة والعضلات التي تبديها بعض الكتل والجهات الدينية الموالية، وتحديدا للمالكي، لا تهدف بالتأكيد لحماية العراق وأرضه بقدر رغبتها الجامحة في إيصال رسالة ليس لـ«داعش»، بل للسنة تحديدا بأنهم سيحولون العراق إلى مجزرة بشرية كبيرة، إذا ما شعروا بأن السلطة والنفوذ سينسحب من أيديهم، هذه هي الغاية الرئيسة من دعوة المرجعية والصدر إلى تشكيل هذه التجمعات الميليشياوية، والتي قامت منذ يوم أمس باستعراضاتها في المدن والطرق السنية، وتحديدا لأغراض طائفية بحتة، ودليل كلامنا أنه لو جرت المقارنة بين الجيش والقوات المسلحة العراقية في زمن النظام السابق بما هو موجود حاليا، فهناك بون شاسع سواء بالإعداد أو التجهيز أو الانضباط، ومع هذا فإن تلك الأعداد من العسكريين تبخرت بعد صمود ومقاومة قليلة عند الغزو مباشرة، فكيف والحال الآن أصبح بمنح الرتب العسكرية حسب الطائفة والفئة والموالاة للمالكي ولإيران، فكيف بهذه المجاميع التي يجري تجهيزها بالسلاح أن تصمد أمام قوة استطاعت أن تحتل الموصل في أربعة أيام اضطر فيها قادة جيش المالكي إلى نزع رتبهم والهروب في ظاهرة لم يشهدها العراق في تاريخه للدلالة على ضعف الانتماء للوطن.

د. نمير نجيب - فرنسا [email protected]