المخربون

TT

في ما يخص مقال عبد المنعم سعيد «الهندسة الديمقراطية!»، المنشور بتاريخ 18 يونيو (حزيران) الحالي، أود الإيضاح بالقول إن الغريب أن أميركا لم ولن تتعلم الدرس، فالمشكلة الحقيقية هي مكابرتهم وتغاضيهم عن التحليل الدقيق للأمور لدرجة تفوق العجب وتتجاوز الاندهاش! فهل فقدت أميركا القدرة على الرؤية وهي ترى أنها كلما امتدت يدها إلى مكان حولته إلى خرائب؟ هل تستطيع أن تخلع النظارة العجيبة التي ترى منها الأشياء معكوسة وكأنها المرايا التي نراها في الملاهي، لترى أنها قد تركت أفغانستان خرابة ترعى فيها طالبان وكأن شيئا لم يكن؟ هل يرون العراق وقد تحول إلى بحر من الدماء ودولة فاشلة بجدارة؟ هل يرون سوريا وقد صارت عودتها لأيام الديكتاتور الأسد حلما يحلم به السوريون الذين يلعنون اليوم الذي امتد إليه الخراب فيه حتى لم يعد هناك حجر على حجر؟ هل يرى الأميركيون ليبيا وقد أصبحت ملعبا لمن يحمل السلاح ويقتل دون حساب؟ إنني أوجه سؤالا بسيطا للإدارة الأميركية: أين وضعتم أنفكم في مكان بالشرق الأوسط وحل فيه الخير والسلام؟ أقول لأوباما وشركائه ارفعوا أيديكم عن الشرق الأوسط لكي يبني أبناؤه بلادهم بأنفسهم.

د. ماهر حبيب - فرنسا [email protected]