الحصاد المر

TT

* بخصوص خبر «زيارة إلى قلب (داعش) تكشف عن فظائع المتطرفين في سوريا والعراق»، المنشور بتاريخ 16 أغسطس (آب) الحالي، أرى أنه قد حان موسم الحصاد، فقد زرعنا التطرف وزرعنا الكراهية تجاه الآخر وزرعنا الصورة القاسية لما يجب أن تكون عليه مظاهر التدين (من وجهة نظر هؤلاء). زرعنا الكره ولم نزرع الحب.. زرعنا نرجسية ترى العالم بعين واحدة.. زرعنا الغل في نفوس الشباب.. زرعنا كل هذا على مدى العقود السابقة، فماذا ننتظر بعد ذلك؟ لقد كانت تلك الدول الممزقة بسبب «داعش» والإخوان وفروعهما، تعيش في سلام داخلي وتناغم بين أطياف الشعوب المختلفة، فلم نكن نعرف إلا عراقا واحدا بسنته وشيعته وأكراده، وكانت سوريا بلدا متحدا مع ذاته، بعلوييها ودروزها ومسلميها ومسيحييها، ثم خرجت علينا موجة التدين الظاهري التي قسمت الشعوب، فلم يعد للوطن وجود، ففقد المواطن إحساسه بالوطن، وتم تسويق التدين كبديل للوطن فصار من السهل على الإنسان أن يقتل جاره إرضاء لنزعة تطرف زرعت فيه مشروعية ذلك القتل. لا تتعجبوا من «داعش» و«القاعدة» وحماس، ولا تأخذكم الدهشة من قيام «الإخوان» بمحاولة حرق مصر، فمن يزرع الشوك تدمى أصابعه وقت حصاد الشوك، ومن يزرع الورود يستمتع بألوانها ورائحتها الذكية. حاربوا «داعش» الكائن في القلوب، عندها سيموت «داعش» من الوجود، فالحب يبني، أما الكراهية فتهدم، وها هي قد هدمت أوطانا وأضاعت سلاما وأدمت قلوبا.

د. ماهر حبيب - كندا [email protected]