دروس من العراق

TT

* أود أن أعلق على مقال طارق الحميد «العراق.. حتى لا تتكرر الأخطاء»، المنشور بتاريخ 16 أغسطس (آب) الحالي، بالقول إنه لعل أهل السنة في العراق قد تعافوا من أثر الصدمة التي أصابتهم عقب الغزو والاحتلال الأميركي وتنحيتهم عن حكم العراق عنوة وتسليم مقاليد حكمه لفصيل من الشيعة موال لإيران موغل في طائفيته. ولعلهم تعافوا من عقدة الاضطهاد الناجم عن تصنيفهم على أنهم أقلية عليها أن تتحمل ظلم الأغلبية. اليوم أيضا تعافى شيعة العراق من استعلائهم كأغلبية يحق لها أن تطاع، ولعلهم أدركوا أن هناك فريقا آخر يشاركهم الحياة فيها ولا مناص من إعطائه حقوقه كاملة، ولعلهم أدركوا أن اقترابهم من إيران لا يمنحهم أمانا وقوة في مواجهة السنة والعرب بل يضر بهم. إن الفرصة مواتية لهم ليدركوا أن ابتعادهم عن إيران أصبح ضروريا بعد أن كانوا لعبة بيدها يتم تدميرها لتحقيق أهدافها، ولم يجنوا من وراء تحالفهم معها إلا الحنظل. يجب على الشيعة في الدول العربية أيضا أن يستفيدوا من هذا الدرس، وألا يعرضوا أنفسهم لمصير شيعة العراق الذين خربوا ديارهم ومستقبلهم بسبب تحالفهم مع إيران. اللبيب هو من يستفيد من أخطاء غيره، وقد أخطأ شيعة العراق في ارتحالهم تجاه السواحل الإيرانية، وها هم يوجهون دفة سفينتهم مرة أخرى تجاه شواطئ عالمهم العربي الآمن.. فهل من متعظ؟! أكرم الكاتب - فرنسا [email protected]