مفاهيم مغلوطة

TT

بعد قراءتي مقال إميل أمين «(شارلي إيبدو).. للإسلام أم عليه؟»، المنشور بتاريخ 10 يناير (كانون الثاني) الحالي، أود أن أقول: لا شك أن مذبحة «شارلي إيبدو» التي وقعت مؤخرا في فرنسا وراح ضحيتها 12 قتيلا على يد جماعة إرهابية، من الظلم البين احتسابها على الإسلام لمجرد أن من قاموا بها يسمون أنفسهم بأسماء تدل على أنهم مسلمون، أو لأن أحدهم ذكر اسم النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) عند ارتكابه هذه الجريمة البشعة النكراء، فالإسلام من هذه الجريمة وأمثالها بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب، لأن الإسلام دين سماحة وتسامح، دين ينبذ العنف ويحرم قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق. ثم إن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يفوض هؤلاء المجرمين القتلة السفاحين في الدفاع عنه ضد مرتكبي الرسوم المسيئة إليه، ولعل تاريخ حياة الرسول يدل على ذلك، فكم تعرض أثناء حياته لإساءات بالغة من الكفار ومع ذلك فهو لم يرد الإساءة بمثلها، بل كان يعفو عمن يسيئون إليه، ويترك الأمر لرب العالمين العالم بكل شيء والمطلع على كل شيء. إن هذه الجريمة الهدف منها في رأيي أن تثبت أن الإرهاب موجود في كل مكان في العالم وفي كل الدول، عربية كانت أو أجنبية، وأعتقد أن اتباع العنف مع الإرهابيين أصبح سلوكا فاشلا لا يقابل إلا بعنف أشد.

فؤاد نصر - فرنسا [email protected]