أزمة الحرية الفكرية

TT

بخصوص مقال عبد الرحمن الراشد «أزمة العرب مع الحريات»، المنشور بتاريخ 10 يناير (كانون الثاني) الحالي، أود أن أتساءل: ماذا عن حرية الفكر والرأي في البلدان العربية والتي نتجت عنها ثقافة الجهل والتجهيل والقطيع سهل الانقياد؟ المطلوب مساحة من الحرية الفكرية تسمح لأصحاب الفكر والاختصاص بمناقشة بل وبنقد ما هو ممنوع من المناقشة والنقد. الحقيقة المرة هي أنه قد أصبحت عند المسلمين طبقة من الكهنوتيين، يتميزون عن بقية الناس. المطلوب هو الحرية الفكرية الشخصية، وأركز على الشخصية، حيث إنه ما إن يدخل التنظيم حتى تذهب الحرية، وذلك في إمكان أي مسؤول عربي أو غير عربي أن يوفره إذا كان جادا ويتوخى مصلحة الإسلام والمسلمين. السجون هي للمجرمين وليست لأصحاب الرأي! الطغاة يخافون من الحرية أيا كانت، لكنه خوف لا مبرر له، فمناخ الحرية يؤمن الاستقرار والنمو، بينما مناخ القمع والاضطهاد يقود إلى الثورات بمختلف أشكالها، ويبقى الحاكم والمحكوم في دورة عنف لا نهاية لها.

في مناخ الحرية الشخصية يمكن تطوير الخطاب الديني والتشريع والاجتهاد، فلا تخرج في المجتمع منظمات سرية ناقمة متطرفة بفكر منحرف وتدعي نصرة الدين. غياب الحرية الفكرية في المؤسسات الدينية، هو الذي أوجد فراغا لأناس من اختصاصات أخرى ليجتهدوا ويقودوا تيارات وأحزابا دينية. الفرد الحر هو الذي يبدع فلا تطلبوا الإبداع من العبيد! لا تطلبوا المحال. أزمة الحرية الفكرية الشخصية هي التي أنتجت الفكر المتطرف. فمتى يفهم العرب أن حرية الرأي الفردي من مصالحهم ولا تشكل خطرا عليهم ولا على مجتمعاتهم ولا على العالم؟

عبد العزيز أبو القاسم - فرنسا [email protected]