تاريخ دموي

TT

في ما يخص مقال سمير عطا الله «ثم يأتي رجل مكان رجل»، المنشور بتاريخ 10 يناير (كانون الثاني) الحالي، أود الإيضاح بالقول إنه لا جدال في أن بوتين رجل مخابرات ذكي وحاسم، وجزء كبير من قوته الشخصية يكمن في غموضه المريب ونظرته الذئبية. أخرج مسرحيات حكم وتحكم بخيوطها بدهاء فردي حتى استعاد سلطات القيصر، وصار الدب كالحمل الوديع لينا طيعا في قبضته، لكنه قد يأخذ روسيا والعالم إلى حرب تهلك الحرث والنسل، خاصة وقد لاح من تصرفاته في أوكرانيا ودول أخرى لها صلة بأمجاد روسيا القديمة، أنه صار ينظر إلى خريطة روسيا ويراها صغيرة على حجمه، وأمام تحدياته الخطيرة لا أعتقد أن أميركا والغرب سيواصلان التمسك بالحكمة إذا كانت تقتضي التنازل عن مصالحهم القومية الاستراتيجية في الأمن والنفوذ، وكما يبدو من مختلف الإشارات البارقة وهذا الاحتدام المخيف أن للتاريخ البشري دورة دم لا بد منها، من أجل تصحيح المسار إذا اعوج وتصلب وسيادة عرق أو أعراق على حساب أخرى وهكذا.

منذر بشري - النمسا [email protected]