مخطط دولي

TT

* عطفا على مقال حسين شبكشي «هبة الحرب على الإرهاب!»، المنشور بتاريخ 13 يناير (كانون الثاني) الحالي، من وجهة نظري أقول إن التجمع الذي حصل في باريس لا يمكن أن يكون من تداعيات عمل إرهابي عارض. لقد جرى في رأيي افتعال هذا العمل الإرهابي والتخطيط له حتى يكون مبررا لعمل دولي في منطقتنا، وذلك بعدما فقد الغرب شيئا فشيئا سلطانه الذي تأتَّى له بموجب اتفاقية سايكس - بيكو في المنطقة، وأفلتت الخيوط من يده، وأصبح لزاما عليه الآن استعادتها، وهو الآن على وشك القيام بذلك؛ فهو يهيئ المسرح، ولم يبق إلا التنفيذ، المسرح جاهز في العراق وسوريا حيث هاتان الدولتان آيلتان إلى الفشل والتفتت لا محالة، وفي ليبيا فوضى تحاصر الحكومة وعودة للقبلية، وفي اليمن نذر حرب أهلية قبلية طائفية. الإسلام ليس الهدف، ولكن الهدف هو أن شركات النفط العالمية، وهي أميركية، معظمها تريد العودة إلى التحكم في الإنتاج والأسعار كما كانت تفعل من قبل، ولتحقيق ذلك لا بد من وجهة نظرها من إعادة رسم خرائط المنطقة من جديد، وقيام دويلات يمكن التعاقد معها بالاتفاق أو بالرشوة أو بإقامة قواعد عسكرية فيها، هذا من ناحية الشركات، أما من ناحية الحكومة الأميركية قائدة السرب، فالهدف الأساسي هو الحفاظ على مكانة البترودولار الذي يقوم عليه الاقتصاد الأميركي، فلا يهدده الروبل الروسي أو اليوان الصيني أو أي عملة أخرى، فشركات النفط العالمية لن تتعامل إلا بالدولار شاء من شاء وأبى من أبى. وإذا أدركنا أن السيطرة على مصادر النفط هي الهدف، نعلم من المستهدف، ولكن أصول اللعبة تقتضي استهداف الأضعف أولا وقطاف الثمرة الجاهزة، والثمرات تكاد تقول اقطفوني في العراق وسوريا وليبيا واليمن. في الوقت المناسب سيأتي الدور على السعودية، أما اليمن ففيه بعض النفط، ولكن الأهم هو إشرافه على مضيق باب المندب؛ لذلك سوف تفرض الوصاية الدولية عليه، ويكون للمضيق ترتيب مثل ترتيب مضيق جبل طارق.

عبد العزيز التويجري - باريس [email protected]