تضخيم الأحداث

TT

* بخصوص مقال طارق الحميد «(باريس عاصمة العالم اليوم)!»، المنشور بتاريخ 14 يناير (كانون الثاني) الحالي، أود أن أوضح أن التنسيق ضد الإرهاب مع فرنسا وغيرها من دول أوروبا مفعّل وموجود منذ زمن ولا يزال، فأجهزة الاستخبارات لا تفتأ تتبادل المعلومات والتحذيرات، وتلك هي طبيعة عملها وإحدى أهم ركائز العلاقات بين الدول بصفة عامة، لا شك أن فرنسا تأتي في مقدمة الدول الداعمة لقضايانا ولها مواقف مشهودة لا يسع أحد إنكارها أو التقليل من شأنها، وتختلف كثيرا بل وكثيرا جدا عن المواقف «الرمادية» والباهتة لدولة أوروبية أخرى «معروفة» ربما تربطنا بها علاقات تاريخية أكثر منها مع فرنسا، ولكن كل ذلك يجب ألاّ يجعلنا نُغفل الحقائق الجيوسياسية التي تجعل من شمال أفريقيا ووسطها يمثلان المجال الحيوي لفرنسا، لذا نلحظ أن نشاطها يتركز هناك بشكل أكبر كما رأينا في حضورها القوي في ليبيا مثلا أو في مالي ودول أفريقية أخرى، وهذا أمر طبيعي، الحادث الذي تعرضت له فرنسا لا شك أنه مدان بكل المقاييس، ولكن أليس في الأمر مبالغة أكثر مما يجب؟ فقد أصبح الشغل الشاغل لوسائل الإعلام منذ أسبوع تقريبا وتحول الأمر إلى مهرجان فُتح فيه الباب على مصراعيه في تلك الوسائل لكل من هب ودب ليسب ويقدح في الدين الإسلامي الحنيف كما يحلو له وبلا حدود، وكأن على الإسلام كدين ومعتقد لما يقرب من مليارين من البشر وعليهم كمسلمين أن «يتحملوا» كل ذلك فهو بسبب معتقداتهم (الشريرة) كما يصفونها، ليس هذا تعاطفا مع الإرهاب أو الإرهابيين، ولكن أليس في الأمر مبالغة وإمعان في إيذاء مشاعر المسلمين أكثر من اللزوم؟

عبد العزيز بن حمد [email protected]