انفلات أخلاقي

TT

* فيما يخص مقال عبد المنعم سعيد «العاصفة الكاملة»، المنشور بتاريخ 14 يناير (كانون الثاني) الحالي، أود الإيضاح بالقول: إن الإرهاب ظاهرة اجتماعية تحولت إلى إجرامية لا تعالج بالحرب عليها، لأن العنف لا يولد إلا العنف ولا ولن يحل المشكلة، في الحقيقة موضوع الإرهاب هذا يشغلني بصفة دائمة، لأنه يهدد حياة البشر في كل مكان ولم يقتصر على بقعة معينة من الأرض، فما هو الإرهاب؟ ومن هم الإرهابيون؟ إن الإرهاب هو البلطجة والإرهابيون هم البلطجية الذين نجدهم دون عمل وهم العاطلون الذين لا يعملون ويعيشون على فرض إتاوات على الناس بالقوة، وهي ليست أمرا جديدا على مجتمعاتنا بل هم موجودون منذ قديم الزمان ولعلنا نعرف أو نسمع عن «فتوات» زمان وأنه كان لكل منطقة أو حي فتوة لا عمل له إلا فرض الإتاوات على أهل المنطقة بالقوة ويقال: إن زمانهم قد مضى مع انتشار رجال الشرطة واستتباب الأمن فلم يعد هناك مكان لهؤلاء، واختفوا من حياتنا إلا أن الحقيقة والواقع أنهم لم يختفوا نهائيا من حياتنا، وإنما ذابوا بيننا ويمارسون نشاطهم في صورة عصابات فردية أو جماعية وأقصد بذلك اللصوص بمختلف أنواعهم واختلاف نشاطاتهم الإجرامية هؤلاء اللصوص لو أمعنت التفكير فيهم لتبينت أنهم هم فتوات زمان وهم البلطجية والإرهابيون، إذن فالإرهاب موجود على مر العصور ولم ينقطع من حياتنا كما اعتقد البعض وقد ظهر في عصرنا الحديث بصورة متطورة مع تطور الزمن فتشكلت جماعات مختلفة تمارس نفس الأنشطة على نطاق واسع مستخدمة كافة أنواع الأسلحة التي تتناسب مع العصر وهي تريد أن تفرض سيطرتها وسطوتها على الدول وليس الأفراد فحسب، لتهدد أمن الدول ذاتها وتسبب لها القلاقل.

فؤاد نصر [email protected]