إفرازات طائفية

TT

فيما يتعلق بخبر «لافتات النعي.. مظهر آخر من مظاهر انتشار الميليشيات المسلحة في العراق»، المنشور بتاريخ 18 يناير (كانون الثاني) الحالي، أرى أن هذه الملصقات أحد إفرازات الطائفية ودعاية وترويج لها، يريد أتباعها أن يقولوا للآخرين: نحن هنا موجودون، فما ذنب هؤلاء الشباب لكي يتم التغرير بهم ودفعهم للموت بحجة حماية المذهب؟! ومن قال إن المذاهب في العراق متقاتلة ومتحاربة ومتصارعة؟ والسؤال الأهم الذي نسأله لبعض رجال الدولة أتباع إيران ولبعض رجال الدين الذين يرفدون ساحات القتال بهؤلاء الشباب بعد عمليات غسل الدماغ: لماذا لم يكن هناك صراع بين المذاهب في عهد النظام السابق؟ ألم تنعتوه بشتى أنواع التهم، ولكن كان عليكم من المستحيل أن تفعلوا ما تفعلونه الآن من تغذية للطائفية والمذهبية التي لا تخدم سوى مصالحكم الدنيوية، في حين يذهب هؤلاء الشباب ليتم قتلهم، أما عن الدولة، فإنها لا تستطيع أن تقاومه، فاللافتات ومظاهر الدعاية لو أراد المسؤولون أن يمنعوها لأصدروا تعليمات بذلك، ولكنهم يسمحون بهذه اللافتات لأنهم أيضا يسمحون بغيرها من اللافتات التي تحمل رموزا إيرانية، بقصد إثارة النعرات الطائفية ليس إلا.

د. نمير نجيب [email protected]