حبائل الأسرة البديلة

TT

فيما يخص مقال علي سالم «الأسرة البديلة»، المنشور بتاريخ 18 يناير (كانون الثاني) الحالي، أود الإيضاح بالقول: إن هذا تحليل مشوق جميل ومقنع عن كيف تكونت جماعة الإخوان، ولا أقول المسلمين، لأن معظمهم ليسوا كذلك، وإنما يتخذون هذا الوصف كعامل من عوامل تكوينهم والجذب إليهم، وقد عرفت الآن فقط، وبعد قراءتي للمقال هذا، لماذا هم يستقطبون الشباب في سن المراهقة، وعرفت أيضا لماذا هم حاولوا استقطابي للانضمام إليهم في بداية التحاقي بالتعليم الثانوي، في أوائل الخمسينات من القرن الماضي بعد حصولي على الشهادة الابتدائية القديمة، فبدأت الدعوة لي ولغيري من الزملاء في السن نفسها، للانضمام إلى هذه الأسرة لأداء الصلاة جماعة، وطبعا لا أحد يرفض أن يؤدي الصلاة جماعة، فبدأنا نتوجه إلى المصلى في الفسحة لنجتمع مع الأسرة لأداء الصلاة بإمامة زميل لنا كانوا ينادونه بالأخ فلان، وكان الأخ فلان هذا يتحدث في الدين، ويختم حديثه بسورة العصر ثم ينفض الاجتماع على أمل اللقاء المقبل في اليوم التالي، إلا أنني شككت في الأمر، وانتابني إحساس بأن المسألة ليست قاصرة على أداء الصلاة فحسب، وإلا كنا نحضر لأداء الصلاة، ثم ننصرف كلّ إلى فصله الدراسي، ولكنني وجدت أنه بعد كل صلاة يتولى من ينادونه الأخ فلان، بعد كل صلاة بعقد اجتماع للحاضرين يتحدث فيه حديثا بعيدا عن الدين، فشعرت بالملل، واكتشفت أن هذه خطوة لجذبنا للانضمام للجماعة من خلال هذه الأسرة المصغرة، وكانت فكرتي عن هذه الجماعة فكرة سيئة، فامتنعت عن حضور هذه الاجتماعات ونجوت من الوقوع في حبائل هذه الأسرة البديلة التي تتحدث عنها اليوم.

فؤاد نصر [email protected]