سمو الأخلاق

TT

بخصوص مقال عبد الرحمن الراشد «المتطرفون وإفساد العلاقة بين الناس»، المنشور بتاريخ 18 يناير (كانون الثاني) الحالي، أود أن أوضح أن اليهود تمكنوا بفضل ذكائهم ومثابرتهم من إقناع الدول التي يعيشون بها بإصدار تشريعات «تُجرّم» من يتعرض بالسخرية أو التكذيب للهولوكوست، أو ما يُعرف بالمحرقة التي يزعمون أنها ارتُكبت ضدهم في ألمانيا إبان فترة الحكم النازي، تلك هي الطريقة الصحيحة والمطلوب اتباعها للدفاع عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وليس بفتح النار من الأسلحة الرشاشة أو إطلاق الصواريخ على من يُعتقد بأنه يسيء إليه صلى الله عليه وسلم. المشكلة أن البعض منا «يدّعي» حب رسول الله ولكنه لا يهتدي بهديه صلى الله عليه وسلم، والأمران لا يجتمعان في مسلم صادق الإيمان، فقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه جار يهودي في المدينة، وكان ذلك اليهودي يضع «الأذى» في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مرض ذلك اليهودي فعاده سيد البشر فاستغرب ذلك اليهودي من معرفة النبي بمرضه فلمح له عليه أفضل الصلاة والتسليم (باسما) بأنه افتقد لشيء كان «يألفه»، فعرف أنه مريض، فما كان من اليهودي إلا أن هتف بأنه لا يكون على ذلك الخلق إلا نبي، فنطق بالخالدة الباقية المنجية «أشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله»، فشرح الله صدره للإسلام بعد أن كان عدوا لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، والقصة معروفة، وهذا دليل قاطع وساطع على جنوح هؤلاء بعيدا وبعيدا جدا عن هدي الإسلام وهدي النبي صلى الله عليه وسلم.

عبد العزيز بن حمد [email protected]