أوبك السلاح الأخير

TT

تعتبر منظمة الدول المصدرة للبترول اوبك السلاح الاخير في يد الدول النامية وذلك لكون هذه المنظمة تلعب دورا اساسيا ومهما في التحكم في اسعار البترول الذي يعتبر مصدر الطاقة الفعال لحد الآن، مع ان الدول الصناعية الكبرى تسعى جاهدة بكل ما اوتيت من قوة لايجاد مصدر آخر للطاقة يعوضها عن البترول الذي لا تملك منه الكثير والذي يتركز اغلبه في دول العالم الثالث وهذا يضر بمصالح الدول الصناعية اشد الضرر مما دفعها لانشاء وكالة الطاقة الدولية والتي تقوم اساسا وفق بندها الرئيسي الاول وغير المعلن على ضرب دول اوبك في مقتل عن طريق محاولة تقليص دورها وتحجيمها وجعلها غير ذات فاعلية.. مع ان البترول يعتبر وفق مبادئ السوق سلعة يجب ان يتحكم فيها العرض والطلب.. ولكن وفق مبادئ منظمة الجات لم يتطرقوا الى فتح الاسواق للبترول والبتروكيماويات لانهم لا يملكون مميزات تنافسية فيهما وهذا يوضح رغبة السيطرة التي يسعون اليها.

ولهذا فما تقوم به اوبك وما تعمله من ضغوط سياسية قوية لا اعتقد انه في مصلحتها فالسلام يبقى سلاما ما دام في يدك وانت المتحكم فيه ويمكنك استخدامه وفق سياسة معينة ومتوافقة او التهديد باستخدامه ولكن تدخل السياسة في اوبك يسير عكس مصالحها فما نسمعه عن السعر المستهدف لتحقيق التوازن بين مصالح الدول المنتجة والدول المستهلكة هو في صالح الدول المستهلكة الكبرى لأنه يسمع لها باستهلاك البترول وهو كما نعرف مورد ينضب وينتهي بأسعار تناسبهم حتى يتمكنوا من استهلاكه ويجدوا مصدرا غيره وعندها نكون في خبر كان وبلا سلاح.