كفى مضيعة للوقت

TT

تعقيباً على مقالة عابدين اوناب العدد 7942 في 26/8/2000 ومقالة صلاح محمد عبد الله، العدد 7951 في 4/9/2000، أود أن أوضح أن المقالين يظهران وكأننا تخلصنا من الانحطاط، الذي ألمّ بالمسلمين نتيجة اشتغالنا بالفلسفة والعلوم التي لا تنفع، حتى نعود للأمور الهامشية التي ليس الهدف منها البحث عن حقيقة.

فماذا يعنينا كمسلمين ان كان سيدنا موسى نوبياً أم كنعانياً، فماذا أفاد هذا السبق الصحفي في ديننا؟ لا شيء حتى ينبري كل يوم على صفحات جريدة «الشرق الأوسط» مؤكد وبعده مؤيد لهذا السبق، سوى قتل الوقت والعقل والإجهاز على الإيمان الفطري والاعتقاد النقي والتفريط في اللغة والاشتغال في محاولات عقيمة والدوران في حلقة مفرغة، فالأجدر الاهتمام بالعلوم البحتة، وعدم صرف ألفاظ الشرع عن معانيها الظاهرة إلى أمور باطنة بغير دليل من القرآن والسنة، لأن خواطر الباطن تتعارض ويمكن تنزيلها على وجوه شتى حسب مقتضى الأهواء والمقاصد الخفية، فليست هناك أهمية شرعية لهذا الفتح الصحافي، وسؤالي هل انتهى الاخوة المذكورون من الإلمام بعلوم القرآن والسنة حتى بقي عندهم وقت للبدء في مثل هذه الأمور والبحث في أمور هامشية.

أيضاً جاءنا صلاح بالآية رقم 39 من سورة طه، وما دام الأمر عراكاً لغوياً فهل من المستحيل ان يتم إلقاء موسى جنوب قصر فرعون على بعد مائة متر مثلا، وهل الآية تنفي هذا ايضا، فاستدلالك تأكيد لمجهول بغير دليل، بل العكس يظهر إذا قرأت الآية التي بعدها (إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله...)، أي أن أخته مشت مع القارب لتدل على من يكفله، فهل سارت وراءه مئات الكيلومترات؟، ولاحظت ان مقالك مليء بكلمة ربما، وهي تعني الظن الذي لا دليل له وهذا بالتالي لا يعني شيئا، وأخيراً، أقول كفى مضيعة للوقت ولنعد إلى العلوم الشرعية حتى لا نصل إلى متاهات لا نهاية لها نحن في غنى عنها.