القمة العربية تعبير عن المسؤولية

TT

الجميع يدعون القادة العرب للارتقاء بقرارات تتناسب مع مستوى الحدث الذي تشهده الأراضي الفلسطينية من انتفاضة مباركة يمتزج بها دم الشهداء بالأرض دفاعا عن عروبة القدس وهوية المسجد الأقصى، فيمتزج الإحباط بالغضب، وترفرف أرواح الشهداء قائلة «وا معتصماه».

وها هي القمة العربية على وشك الانعقاد، والتي يتوقع منها الشارع العربي أن تتخذ قرارات حاسمة قادرة على تطبيقها، وهنا يبرز دور وسائل الإعلام التي يتوجب عليها التوقف عن تبادل الاتهامات، وعدم ممارسة لعبة المزايدات التي لم تعد خافية على الشعب العربي، كما يتوجب علينا محاسبة أنفسنا قبل أن نحاسب حكامنا، وأن نقف وقفة واقعية ومنطقية، لا حماسية وعاطفية لئلا نصل إلى مرحلة العض على الأصابع.

إن القادة العرب لا يمتلكون عصا سحرية تنهي بواسطتها الصراع العربي ـ الإسرائيلي فوراً، وتعيد فلسطين لأصحابها وتجبر اليهود على العودة إلى الدول التي قدموا منها. لذا فمجرد انعقاد القمة العربية لنصرة القدس يعتبر حدثاً تاريخياً ويثبت لإسرائيل أن القدس وكل فلسطين كانت وما زالت هي الهمّ العربي الأول وأن القضية هي قضية عربية مهما حاولت إسرائيل أن تحصرها الآن ضمن إطار إسرائيلي ـ فلسطيني، وتحاول تضليل العالم بالعنف الذي يمارسه الفلسطينيون ضد الجنود الإسرائيليين الذين يبذلون قصارى جهدهم لضبط النفس ويؤيدهم في هذا موظف الخارجية الأميركية كوفي أنان المفتون بقادة إسرائيل والذي كان قد اعتبر رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو مثالا للقائد الذي يحتذى، عندما زار إسرائيل قبل ثلاث سنوات وأبدى إعجابا منقطع النظير بذاك الشاب الطموح.

إننا أمام هذه التحديات نتطلع بثقة إلى أن هذه القمة العربية التاريخية ستخرج بقرارات تاريخية تضع الجميع أمام المسؤولية لوقف الصلف والتعنت الإسرائيلي، وتفرض على تلك الدويلة احترام الشرعية الدولية، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن وتُدرج في أولوياتها تبني قرار بتشكيل لجنة دولية محايدة للتحقيق في مجازر قتل المدنيين العزّل التي أشعل شرارتها شارون بإيعاز من باراك.