البكاء العربي على القدس وفلسطين

TT

ما فتئ العرب منذ عام 1948م، يبكون على ضياع القدس، وازدادوا بكاء ونواحا على باقي المناطق العربية التي احتلتها إسرائيل بعد نكسة عام 67، وخلال كل هذه العقود ونحن نستمع إلى أناشيد بنيت أبياتها من صخور الأسى التي تغذت بدموع الحسرة، ودائماً تذكرنا بأننا أمة مغلوبة على أمرها، فتلك فيروز تنشد بأن القدس لنا، وهذا ياسر عرفات نشاهده عبر محطات العالم التلفزيونية وهو يذرف الدموع على المصابين وقتلى الانتفاضة القدسية، تلك التي هزت وأرعبت الكيان الصهيوني إلى درجة جعلتهم يدفعون بآلياتهم العسكرية لمواجهة أطفال حجارة القدس الشريف، ولم يدفعوا بها لمواجهة الآلة العسكرية العربية المخزونة في مواقعها السرية التي لا ندري متى ستستعمل ضد العدو الصهيوني، وبما أن تلك التحركات العسكرية الإسرائيلية تهدف إلى إدخال الرعب في قلوب الجيوش العربية، إلاّ أنها لم تهز شعرة في رأس أطفال فلسطين البواسل، فهل لنا من قرار عربي موحد يكون مضمونه العودة إلى ما قبل التنازلات العربية أم أن خلف الفدائيين السلف في النضال العربي، هم أطفال اليوم. فإن كانوا كذلك فهم ريح الجنة.

وقد بدأت الحقائق تتبلور أمامنا، حيث نرى قوة وشجاعة أطفال المسلمين وضعف وهوان الذين يبكون على ما فرطوا فيه في الماضي.