الانتفاضة الفلسطينية بين إرهاب إسرائيل وكباب الأنظمة

TT

رغم الإرهاب والصلف والهمجية التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية طيلة الأيام الماضية والتي من خلالها ارتوى التراب الوطني الفلسطيني بدماء أطفال فلسطين وشيوخها ورجالها ونسائها وسقوط عشرات الفلسطينيين فداء للأرض الغالية وفي مقدمتها القدس الشريف التي هي ملك وحق للأمة العربية والإسلامية لم يفتح الله لمجلس الأمن فماً ليقرر أو ليصدر قرارات بشأن النزاع الذي نشب بين الفلسطينيين والإسرائيليين إثر الزيارة التي قام بها السفاح أرييل شارون للقدس الشريف والذي أجّج مشاعر الفلسطينيين على مختلف طوائفهم ومذاهبهم وانتماءاتهم التنظيمية، والسؤال الذي يفرض نفسه الآن: ماذا ينتظر العرب من مجلس الأمن؟ ألا تكفينا تلك القرارات التي صدرت سابقا والتي لم ينفذ منها قرار واحد. وما دام الأمر كذلك علينا البحث عن آليات أخرى لمواجهة إسرائيل وتصلفها وعنجهيتها في هذا الظرف الحرج الذي يتساقط فيه العشرات من الشهداء إيذاناً ببدء المعركة للمرحلة المقبلة خاصة في القمة العربية المقبلة التي ستعقد قريبا حسب تصريح الرئيس مبارك أخيراً، هل تستطيع القمة العربية إعادة الأمور إلى نصابها وتصدر من القرارات والأعمال ما يدعم الانتفاضة الفلسطينية، التي هي الخيار الوحيد والقادر على تحرير التراب الفلسطيني كافة ودك كل الحصون والمعاقل الإسرائيلية. وعلى الجماهير العربية التي تثبت في كل لحظة أنها مع الحدث وأنها مع الشعب الفلسطيني في محنته ومعه في انتفاضته المباركة والتي لا نشك أن ثمارها آتية لا ريب إن طال الزمن أو قصر والمظاهرات التي تمت خلال الأيام الماضية وما زالت تتواصل والتي عمّت كل الدول العربية والإسلامية هي رسالة لأميركا وربيبتها إسرائيل على صلابة الموقف العربي والإسلامي تجاه النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني وهي رسالة تؤكد تمسكها بقيم أكتوبر وتشرين وهي رسالة معنونة لإسرائيل على قدرتها لشن حرب حقيقية لانتزاع حقوقه المشروعة في تحرير ترابه الوطني كافة بما فيه القدس عاصمة أبدية لفلسطين والجهاد المقدس هو الكفيل بردع إسرائيل وبعدم تحركه بمؤازرة الشعب العربي والأمة الإسلامية بتدعيم وتقويم الانتفاضة الشعبية والجهاد المقدس بالمال والعتاد بعيداً عن الأنظمة العربية ومجلس الأمن الدولي لأن قراراتهما لا تجدي ولا تنفع ولن توقف الصلف الإسرائيلي والتعنت اليهودي الفاجر ويكفينا ما صدر من قرارات إدانة وتنديد ولذا يجب في هذا الظرف بالذات شحذ الهمم والعمل على تصاعد انتفاضة الأقصى ولا عودة إلى الوراء وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، هكذا قالها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قبل ربع قرن من الزمان. وأخيراً التحية والتجلّة للشعب الفلسطيني العظيم ونثمن مواقفهم البطولية أمام الجيش الإسرائيلي المدجج بالأسلحة الأميركية لقتل الأطفال والشيوخ.