عبد الناصر ألغى كذلك بجرة قلم «مصر»

TT

تعقيباً على ما كتبه مطيع النونو بجريدة العرب الدولية في عددها 7981 بتاريخ 2000/10/4م بعنوان «السياسة الناصرية أفقرت سورية وأفقدتها دورها السياسي» اعترض فيها النونو على مقالة الكاتب غسان الإمام التي نشرت بعنوان «سورية: ضباط دمشق ضربوا الوحدة مع مصر» لي التعليق الآتي:

أولاً: المقدمة التي ساغها النونو في مقدمة مقاله لا تنطبق عليه لافتقاده جميع عناصرها.

ثانياً: نتابع دائماً مقالات الكاتب غسان الإمام من خلال هذه الجريدة وهي مقالات موضوعية ذات مصداقية وإن دل ذلك على شيء فهي تدل على الفكر الناضج والثقافة العالية للكاتب، وغسان الإمام ليس كاتباً على المستوى المحلي وإنما كاتب عربي من ضمن نخبة من صفوة الكتاب العرب الذين اختارتهم جريدة العرب الدولية لتقديم وجبات شهية من المقالات التي تحترم عقلية المواطن العربي في كل مكان، والقارئ العربي ليس غبياً فهو يستطيع أن يفرق بين الصحافي الذي يكتب على المستوى المحلي والذي يكتب على المستوى الدولي.

ثالثاً: مقال النونو المطول عن تجربة السياسة الناصرية في سورية جاء مبنياً على ما تضمنته مذكرات تجارية للغير ولم يجتهد في تقديم الجديد من الموضوعية ولم يقدم حقائق موثقة، وكل الذي اجتهد فيه هو أن جمال عبد الناصر ألغى بجرة قلم مدينة دمشق من الوطن السوري أثناء الوحدة وتجاهل ما ألغاه عبد الناصر ذاته بجرة قلم أيضاً اسم مصر من الوجود من أجل عيون الوحدة مع سورية عندما سمى الوحدة باسم الجمهورية العربية المتحدة، عبد الناصر كان يشعر بنبض الشعوب العربية وكان قريباً منهم فأحبوه ولم يكن ديكتاتورياً إلا مع أميركا وبريطانيا وإسرائيل من أجل مصلحة أمته العربية، والدليل على ذلك بعد وفاته تفككت الأمة وأصبحت دويلات عربية ضعيفة لا حول لها ولا قوة.

مات عبد الناصر وبقيت مبادئه الثابتة وأهدافه القومية حية لدى الشعوب العربية.