الطائرة.. ذلك الصندوق المليء بالمفاجآت

TT

انا احب ركوب الطائرة والسفر بها ولكنني جبان. اتشجع الى ان اصل الى الطائرة ثم تزداد دقات قلبي مع زيادة سرعة محركها. تجدني اضحك على نفسي بأنني شجاع لا يردني سيف عنتر وسوف اكتسح سور الصين العظيم.

وعندما يضاء فك رباط الحزام ارتاح قليلا ولكن قلبي معلق في هذا الصندوق، فأتجول قليلا في داخل هذه الطائرة فأرى اصدقاء من جميع الجنسيات، فأجد نفسي انني في مؤتمر ولكنه خالٍ من طاولة المفاوضات وبعيدا عن السياسة توجد طاولة صغيرة لا تشبع رغبات المسافر.

الافكار مشغولة في نفسها والانظار معلقة في اضاءة ربط الحزام والخوف يتجول في داخلنا وكنا في قوة من زمن بعيد، قبل صعودنا الى الطائرة.

لو انني مسافر على خيل او جمل افضل من هذا الصندوق المليء بالمفاجآت لو يطول الطريق. لانني اجد في السفر فوائد كثيرة منها، القوة والعزيمة والصبر على مشاق الطريق وراحة البال من تقلبات الجو والرياح لانها تضيع الافكار وتلخبط الحروف وتشربك الآراء.

ولكن نرجع الى هذا الصندوق والله لا يجعله اسود حتى لا تتحطم آمال المستقبلين في صالة الانتظار. وتتحول دموع الفرح الى حزن، وبعد ساعات وصلنا الى مطار الشرق الاوسط في حفظ الله ورعايته، ولكن مع الاسف الشديد لم نجد من يستقبلنا وحتى سائق الليموزين «نرجع للجمل افضل».

ونتمنى لكم سفرا سعيدا.