حزب الأمة السوداني.. الهرولة تجاه النظام

TT

تنم رسالة عبد المطلب خضر عبد المطلب المنشورة في العدد 8008 بتاريخ 31 اكتوبر (تشرين الأول) 2000، عن تعصب اعمى وضيق افق سياسي واضح ان لم نقل يفاعة سياسية من خلال طرحه المنحاز لحزب الأمة السوداني بقيادة الصادق المهدي. ولو كان حزب الأمة كما وصفه في مقابل ما قال عن الحزب الاتحادي ـ الذي لا يجد هو الآخر من يدافع عنه ـ لو كان بهذه الكفاءة وهذه القدرة على الفعل لما كان السودان الآن وبعد نيف واربعين عاماً من الاستقلال يعيش هذا البؤس وهذه الفاقة وهذا الظلم على ايدي ابنائه، ذلك ان حزب الأمة هو القاسم المشترك الأعظم في كل الحكومات وهو الحزب الذي ـ بشهادة الكثيرين ـ سلم السلطة للعسكر في اكثر من مناسبة بدءاً من تسليم رئيس الوزراء الأميرالاي عبد اللّه خليل ـ سكرتير حزب الأمة ـ عام 1958 السلطة للفريق إبراهيم عبود ومروراً بتسليم محمد أحمد محجوب السلطة لجعفر نميري بحكم العلاقة التي تربطه برواد حي الهاشماب، وانتهاء بعلم الصادق المهدي 1969 المسبق وهو رئيس للوزراء ـ كما كشف عنه أخيراً ـ بتدبير انقلاب الجبهة القومية في 1989.

كذلك اذا قمنا بمسح سريع لمن ساهم في دعم هذه الأنظمة الشمولية بعد قيامها نجد كوادر حزب الأمة على رأس القائمة، وخذ نظام حزب الجبهة الإسلامية الحالي كمثال تجد قيادات لحزب الأمة وليس كوادر وسيطة أو دنيا تتسلم نظام القهر والمسغبة الحالي كحاكم الاقليم الأوسط السابق ووالي جنوب دارفور الحالي الحريكة ووزير الري السابق ووزير التربية والإعلام في بداية عهد الإنقاذ ووزير الصحة السابق.. وهلمجرا.

اما بخصوص التجمع فالجميع يعلم ان سبب الشلل الأساسي للتجمع هو امينه العام السابق واحد قيادات حزب الأمة والذي كان على ود وغزل صريح خلال الديمقراطية السابقة مع حزب الجبهة الإسلامية. وبعد كل هذا، الجميع يشهد الآن الهرولة المجيدة من الحزب تجاه مقاسمة السلطة مع من قهر الشعب السوداني واذله لأكثر من عشر سنوات.