إليك يا والدة الشهيد محمد الدرة

TT

محمد اسم زلزل العالم كله.. شهيد هز كيان العرب وايقظهم. صورة اوضحت كذب اليهود. قطرات دمه أخرست ألسنة كل من يدعي ان اليهود دعاة سلام وان كل ما يفعلونه هو دفاع عن النفس، اين الارهاب في طفل بريء لا سلاح في يده ولا قوة معه.. آهاته تعلو. والد يصرخ متوسلاً.. واليهود لم يبالوا بل استمروا بالقصف على هذا الطفل دون شفقة أو رحمة. قلوبهم حجر لا بل أقسى من الحجر.. لا أظن أنه يوجد إنسان في جسمه قلب يرضى ان يرى عصفوراً في حضن والده يتوسل ويرجو. ولكنه يستمر في القتل.. وما ذنب ابنك؟ ذنبه انه عربي!! فغايتهم هي إبادة العرب.

ان ابنك شهيد كالكثير من الشهداء الذين سقطوا وما زالوا يسقطون كل يوم.. واحد من بين الأطفال الكثر الذين لم يتمتعوا بالطفولة البريئة. عاشوا في الظلم وقبلوا برصاص العدو. لكن ابنك باستشهاده أمام عدسات التلفاز جعل اليهود يدفعون ثمن دمه غالياً. أثار العرب والمسلمين في جميع أقطار العالم. أوضح للعالم ونقل صورة صادقة معبرة عن كل ما يحدث في الأراضي المحتلة كل يوم، لا بل كل ساعة من ظلم وقهر وحقارة واعتداء. قطرات دمه دخلت قلب كل انسان عربي لتقول له: هذا هو ما يحدث بنا! فأين انتم؟! موت محمد غير الكثير من الناس وأعاد صحوة كثير من الشعوب. أقام الدنيا ولم يقعدها.

يا أم الشهيد الغالي لا تحزني.. بل ارفعي رأسك شامخة تجدي ابنك وسام بطولة يزين كبد السماء. تحنو عليه النجوم. فإنه وإن غاب بجسده عنا وعنك فما زال ملء عيوننا وعلى مساحة أفواهنا. وموعدك مع ابنك في جنان الرحمن مع الشهداء الأبرار الذين سجلوا أروع لحظات التاريخ بدمائهم الطاهرة إن شاء اللّه.