النبي إبراهيم أتى برسالة التوحيد قبل وجود أخن أتون بفترة طويلة

TT

بخصوص ما نشر بجريدة «الشرق الأوسط» للكاتب احمد عثمان بعنوان (دراسة فرنسية تثبت ان النبي ابراهيم عليه السلام، هو الفرعون المصري أخن أتون) وكذلك عن دراسة تريد اثبات ان النبي موسى عليه السلام مصري وليس من بني اسرائيل.

أود أن أعقب على الموضوعين:

أولا بخصوص الفرعون المصري اخن اتون يقال دائما بأنه أول موحد بالتاريخ وهذا موضوع اثاره الملحدون انكارا لوجود الأنبياء.

أصلا مع العلم بأن توحيد اخن اتون كان للآلهة الوثنية لأن المدن المصرية كانت تتنازع تعصبا لآلهتها فأراد جمعها في اله واحد منعا للتنازع وهذا التوحيد كان معروفا في المدن السورية قبل أن يعمل به الفرعون المصري وللأسف كثير من الكتاب يرددون ان اخن اتون أول موحد بالتاريخ بقصد أو لغرض عصبية ساذجة.

والمعلوم بأن النبي ابراهيم والنبي يوسف عليهما السلام أتيا برسالة التوحيد للواحد القهار قبل وجود أخن اتون بفترة طويلة حيث ان ابراهيم الخليل حضر الى مصر قبل يوسف عليه السلام ويوسف كان موجوداً خلال فترة حكم الهكسوس لمصر حيث حكم عشرات الفراعنة بعد رحيل الهكسوس الى أن وصل الحكم اخن اتون وحين أصبح معلوما بأن هؤلاء الأنبياء سابقون بتوحيد الله الواحد القهار عن توحيد اخن اتون الوثني يطالعنا احمد عثمان بدراسة فرنسية تقول بأن ابراهيم الخليل عليه السلام هو اخن اتون على الرغم من وجود آلاف الدلائل تكذب هذه الدراسة الساذجة التي كان واجبا عدم نشرها.

أما حين نشرت جريدة «الشرق الأوسط» دراسة لعالم بريطاني ذات حجج قوية تفيد بأن المصريين اخذوا طريقة بناء الأهرام من دول اسكندنافية لوجود أهرام اقدم من الأهرام المصرية، استشاط احمد عثمان وأخذ يأتي بالعديد من الحجج لاثبات عدم صحة هذه الدراسة.

وهذه بعض الأدلة التي تفند الدراسة الفرنسية التي تقول بأن سيدنا ابراهيم هو أخن اتون التي يعلمها احمد عثمان ولم يكلف نفسه بتوضيحها كما وضح عدم صحة الدراسة للعالم البريطاني.

أولا: سيدنا ابراهيم عليه السلام كان موجودا في مدينة بابل وأبوه اسمه آزر بنص القرآن الكريم اما اخن اتون موجود بمصر واسم ابيه واجداده مدونة بالنقوش المصرية التي لم تخبرنا بأن اخن أتون جاء من بابل الى مصر.

ثانياً: يحدثنا القرآن الكريم بأن سيدنا ابراهيم وسيدنا اسماعيل عليهما السلام رفعا قواعد البيت ولا يوجد أي دليل حتى في النقوش المصرية بأن اخن اتون زار الجزيرة العربية.

ثالثاً: يحدثنا القرآن الكريم بأن سيدنا ابراهيم حطم اصنام قومه أما اخن اتون فملأ قصوره تماثيل ما زالت الى الآن شاخصة في جناحه الخاص في المتحف المصري.

رابعا: وهو الأهم يحدثنا القرآن الكريم أن سيدنا ابراهيم حين رأى الشمس أفلت قال اني لا احب الآفلين وانكر ان تكون الشمس هي ربه أما اخن اتون فجعل من الشمس اله الدولة ودفع بحياته ثمنا لذلك. فكيف يكون سيدنا ابراهيم عليه السلام هو اخن اتون على الرغم من هذا التناقض الصارخ بالعقيدة؟

أما بخصوص الدراسات التي تريد اثبات ان سيدنا موسى من الجنس المصري وليس من بني اسرائيل كما حدثنا كتابنا الكريم وكل حجج هذه الدراسات بأن اسم موسى اسم مصري لأنه شبه الاسم المصري عامس حتى لو كان الاسم مصريا فمن الطبيعي ان يسمى اسما مصريا لأنه تربى في بيت الفرعون على أنه مصري لان الفرعون كان يقتل كل أولاد بني اسرائيل وهذه ليست حجة على أن موسى من اصل مصري نناقض بها ما جاء بالقرآن الكريم.