السلام الخيار الوحيد الذي يزعج إسرائيل

TT

*من حسان يوسف ياسين قرأت مقال رئيس التحرير عبد الرحمن الراشد في العدد 8047 من جريدة «الشرق الأوسط» بعنوان «ثلاثمائة شهيد.. ماذا بعد؟» ولقد اعجبني بعد نظركم وطرحكم المتعقل للاحداث المأساوية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من محاولات اسرائيل الاثمة لتركيعه وتفتيت ارادته بقتل فلذات اكباده ومحاصرته وتجويعه ويشجعها في ذلك حيرة وتردد السياسيين الفلسطينيين اضافة الى الصمت العالمي المطبق لما يجري من تجويع وقتل للابرياء.. نعم لقد آن الاوان للسياسيين الفلسطينيين العمل على ايقاف نزف جراح هذا الشعب المناضل بالعمل الفوري الموجه لحصاد ثمة التضحية النضالية للطفل الفلسطيني التي لم يسبقه اليها احد في تاريخ العالم القديم والحديث.

ان الاستراتيجية التي طرحتها القيادات العربية والاسلامية في الايام القليلة الماضية للتعامل مع اسرائيل هو خيار السلام.. وهو الخيار الوحيد الذي يزعج اسرائيل وقد وضعها بالفعل في مأزق امام العالم لما كانت تتشدق به في الماضي بانها واحة حقوق الانسان في المنطقة، والمطلوب الان من الجماهير الفلسطينية تبني استراتيجية قادة العالم العربي والاسلامي وذلك بالخروج في مظاهرات سلمية ـ خاصة يوم الجمعة ـ تبين فيها رغبة الشعب الفلسطيني في الاستقلال والسلام العادل وتناشد دول العالم لوقف سفك الدم الفلسطيني ويكون طابع تلك المظاهرات الحكمة والتعقل والتحكم في المشاعر تجاه اي استفزازات من الاسرائيليين مهما كانت وذلك لتفويت الفرصة عليهم امام الرأي العالمي.. ان المظاهرات السلمية هي امضى سلاح لمناهضة المستعمر الاسرائيلي الغاشم لانها ستقوم بكشف الوجه الحقيقي لاسرائيل والمتمثل في عدم احترامها للمواثيق والاعراف والاخلاق الانسانية. كما انها ستحقق باذن الله امل الشعب الفلسطيني في استرداد اراضيه السلبية وحقن دماء اطفاله الذين ادوا واجبهم على اكمل وجه. فكفاهم موتا وهي الكفيلة بتحويل قبور اولئك الشهداء الى قصور للسلام.